نشر بتاريخ 05 يوليو 2017 11:19:22
#ليس #كمثله #تاجر #بالجنوب #الشرقي
و أنت متوجه صوب أحد المراكز التجارية أو ابرز الملتقيات التي يكثر فيها نشاط البيع و الشراء و التي تتواجد حول دائرة البلدة توروك لطالما صادفت رجلا من طينة رجال هذا العالم لكنه بمواصفات عالية ، شأنه في ذلك شأن باقي شخصيات مقالاتنا ، فهو بمواصفات خارقة لما اعتدنا عليه ، راكبا دراجته الهوائية المجهزة بسلتين في الخلف الحاملة لبضاعته التي يجوب بها مختلف و عديد اسواق ليبيع و يشتري قصد تنمية عمله و من ثم لينفق على اسرته بأمانة و شرف .
إن نعته بالشخص التاجر فقط ، لهو من الاجحاف بمكان ، ذاك أنه يمكن وصفه ايضا بالشخصية الرياضية ، فلا عجب أنه بالفعل قد قطع قيد حياته مسافات طويلة من فوق دراجته بحكم أنها كانت وسيلته الرئيسية و الوحيدة بلا منازع في التنقل من مدينة لأخرى ، من قرية الى قرية ، من سوق أسبوعي تجاه اخر مغاير لسالفه ، لنجده مثلا في مركز مدينة كولميمة مرورا بقرية تولوين ، لنثقفه مرة ثانية بسوق مدينة تنجداد عبورا بكل من قرية ملعب ، مروتشة ، إكلي ، إزيلف ... و لا ننسى اسواق هذه البلدات نفسها ، قد جاء صاحب البيض " إداد بو تيكلاي " ذاك ما كان يعرف به - تقول السيدة (خ،أ) من إحدى هذه القرى . ناهيك عن الجرف و مدينة ارفود . و ما تزخر بها من بضاعة خاصة ما تعلق منها بكل ما هو تقليدي ، فكان تغمده الله برحمته يعرض بكل تلك الحواضر و النجوع ما جادت يد الله في سلته البسيطة .
يحضرني شخصيا اول لقاء لي به مصادفة في الطريق الرابطة بين ملعب و توروك ، في اواخر التسعينات ربما ، عندما كان و ككل عادته ممتطيا صهوة دراجته الهوائية البسيطة ايضا ، جارا خلفه متاعه اي بضاعته في ( #تاشوارية ) الصفراء اللون ، ليتلفظ أحدهم من داخل السيارة التي تقلنا قائلا : " إنه :
[[ #سيدي #ادريس ]]
" ما شاء الله ، الله يعطيه الصحة " ، رجل في هذا السن و يأبى إلا أن يكفل نفسه و عائلته بنفسه ، و من عرق جبينه دون انتظار لإحسان أحد عليه مثلا أو ما شابه ، يقول اخر .
إن الطواف الذي جاب من خلاله عمي سيدي ادريس المكنى ب : #الإدريسي منطقتنا بغض الطرف عن الأماكن الأخرى التي لم تصل إلى معلوماتي و الى مسامعي او لم استطع ادراكها من خلال مصادري المتواضعة ، لا يقل مطلقا أهمية عن طواف فرنسا للدراجات الهوائية ، الطواف الأشهر عبر العالم ، لا لشئ سوى أن المغفور له برحمة الله قد جال بدراجته العادية مئات الكيلومترات بالرغم من انها لا ترقى الى مستوى الاحترافية .
لكن حنكته و خبرته التي اكتسبها بالتجربة تتجلى ببروز و دقة حيث قام بما يتوفر عليه #عود #الريح خاصته ، كما ينادونه ايت مرغاد في كولميمة مثلا ، في حال تعرضها لعطب او لعطل ما ، بأن يقوم هو بنفسه بإعدادها و اصلاحها من جديد ، لتصير كجوادة قادرة على العدو في اعتى المنافسات ، و لن تجد منافسة و لا مباراة اكبر و اشرس من تحصيل لقمة العيش في الحلال الطيب .
خاصة اذا حدث هذا الخلل لدراجته في منطقة قصية عن اية محلات ممن تتكلف و تتكفل باصلاح الدراجات .
سيدي ادريس رحمه الله عم صديقينا ، التاجر المتجول بدراجته العادية ، لم اجد له نظيرا في مواصفاته التي ذكرنا بعضا منها اعلاه و التي لم نتوفق في حصرها كلها على حد سواء . لم يكن من الذين يسعون الى الادخار او ما الى ذلك ... بل كان رجلا واقعيا . رجل يومه ، ما تقبضه يده اليمنى من ربح تنفقه اليسرى على سد حاجيات اسرته الكريمة .
كان نشاطه يرتكز منذ امد بعيد على شراء البيض و بيعه و ما فتئ أن أضاف اليها فيما بعد تجارة الجلود و من ثم النعال البلاستيكية . و بقي مخلصا لهذه التجارة و قتا طويلا حتى افتتح له متجرا صغيرا في بيته ببلدته الأم #تور___________________________________وك ، الصبوحة الجميلة ، و الوعلة الزهية ، ليبيع من خلاله بعض المواد الأخرى من قبيل "تافتيلت" ، "الغاز" اللازم لإنارة المصابيح ، بالاضافة الى بعض : "الحلويات" و "الصابون" ...
لكن شغفه و حبه الاتجار في البيض لم يترك له خيارا في أن يدع الدكان ليديره احد افراد عائلته . ليتفرغ هو الى عمله الاول و يلازمه الى ان وافته منيته تقريبا منذ سنة 2008 عن عمر ناهز حوالي الخامسة و السبعين ربيعا و نيفا . رحمة الله عليك [{ عمي سيدي ادريس الادريسي }] و اسكنك فسيح جنانه . امين .
#للتذكير : حال توصلنا بصوره - سواء ما تعلق بصورته شخصيا أو بالدراجة الحقيقية خاصته مع السلة إن تيسر لنا استخلاص صور لهما - فسنوافيكم بها . اما هاتان في الاسفل فهما لتقريب المعنى و ما مدى معاناة هذا التاجر عندما كانت الدراجة وسيلة ترحاله للتجارة و الكسب المشروع .
ابراهيم الزرهوني
تعليقات (0)
أضف تعليقـك