MED BERCHI
نشر بتاريخ 14 يونيو 2014 01:14:44
- ما تقوله ليس عدلاً ، ورغم ذلك يمكنك أن تأتي لتأخذ نصيبك الان إن شئت !!!؟.
هذا هو مقتطف من الحوار الذي جرى عبر الهاتف بين طالب جامعي بمكناس سبق له ان درس بثانوية ملاعب ومدير نفس الثانوية .
جرى هذا الحوار قبل اثني عشرة سنة ،حينها لم تمنع صرامة وزارة التربية الوطنية وبمساعدة وزارة الداخلية من تسرب امتحانات الباكالوريا في ثانوية ملاعب ساعات قبل موعد كل امتحان ،والمحظوظون كثٰر لم يستطيعوا إكمال المغامرة بالالتحاق بمعاهد كبرى ومدارس مرموقة لعلمهم ان نجاحهم بالميزة كان مغشوشاً فوضعوا حدا لمغامرتهم في القناعة بالوظيفة في التدريس كمعلمين ومعلمات !!!.
الان وبعد مرور هذه المدة وبعد تتبعي لامتحانات الباكالوريا ولو عن بعد ،لا حظت ان ثانوية ملاعب هي اقل حظاً من كل ثانويات المغرب في الاستفادة من الثورة التيكنولوجية في تسريب الامتحانات ،والاعتماد على الهواتف الذكية في الحصول على الأجوبة من أطراف اخرى خارج قاعة الامتحان ،كما يحدث في العديد من مؤسسات المملكة .
مساء الثلاثاء لم استطع تسريب أجوبة مادة الانجليزية لان الحراس قاموا بدورهم مكمولاً في حراسة التلاميذ فتم تجريدهم من الهواتف قبل بدء الامتحانات وفي نفس الوقت كنت أتواصل مع تلاميذ آخرون من مؤسسات اخرى بالراشدية المركز كأنهم بمقهى إنترنيت ،لم استطع مساعدتهم لضيق الوقت ولان الأسئلة تسربت بعد دخولهم الى الفصل والامتحان ليس موحدا بين كل الأسلاك ،فكل أرسل لي امتحانه ولتنوعها وضيق الوقت لم استطع ان افعل شيئا ،المهم انهم تركوا أحراراً في تبادل الأجوبة فيما بينهم ، ومنهم من اعتمد على (الحاج غوغل) في انتقاء انشاء مناسب!!!.
الغبن الذي أصاب تلاميذ ثانوية ملاعب (احمد اوباحدوا) وغضبهم من الأساتذة المكلفين بالحراسة ،جعلهم يقومون بخطوات جريئة وغير مسبوقة لثني هؤلاء الاساتذة عن أسلوبهم الصارم في مراقبة الامتحانات .حيث قام بعضهم بترك رسائل تهديد تحت أبواب منازلهم قام على اثرها هؤلاء الأساتذة بوضع شكايات لدى مصلحة الدرك الملكي بمروتشة !!!
التلاميذ بثانوية ملاعب بعدما انقطعت بهم السبل في الاعتماد على التيكنولوجيا في الإجابة على الأسئلة اعتمدوا على الوسائل الكلاسيكية في النقل التي تتيحها طريقة (لحروز) التي نجحت مع البعض وهُدّد بسببها البعض الاخر .
ومعلوم أن وزير التربية الوطنية قام بتهديد التلاميذ الغشاشين بالعقوبات الحبسية ،وهو يجهل او يتجاهل ان الغش في الامتحانات هو جزء من غش لم يسلم منه أي قطاع في المغرب ،فالغش بالمغرب هو سلوك متوارث ومتفشي في المجتمع وهو عرف إن اتفق الكل على ذميته فهو مقبول وشائع ومعتاد ،فلماذا السياسة الانتقائية في زجر الغشاشين؟؟! مع ان اكبر الغشاشين هم من اوصلهم الغش والدهاء والحيلة الى اعلى المناصب التي تتيح لهم سلطة زجر الغش بقوانين لو طبقت بأثر رجعي لكانوا أولى بتطبيقها عليهم .
بعدما كان التلميذ بإعدادية ملاعب بداية الألفية الثانية محظوظا بالوصول الى مواضيع الامتحانات ساعات قبل موعدها ،اصبح هذا التلميذ في الوقت الراهن اقل التلاميذ حظا في نيل نصيبه من الامتياز الذي تتيحه التيكنولوجيا في تسريب مواضيع الامتحانات ،فأصبح حظه في الغش كقول الشاعر:
إن حظي كدقيق في يوم ريح نثروه ثم للحفاة على ارض الشوك قالوا اجمعوه
تعليقات (0)
أضف تعليقـك