"رجلان_وظيفتهما_في_من_لم_و_لن_يجتمعا_البتة "الماء والكهرباء
طبعوا الساحة التوروكية ابان خدمتهما للصالح العام التوروكي ، ففي عهدهما قبل دخول المادتين الحيويتين البلدة أي الكهرباء و الماء (نقصد هنا ان هذا الأخير اصبح متوفرا قبل المجئ بالضوء لكن بكميات محدودة و في اوقات معينة ) بعدما اهالي القرية يعانون مم جراء غياب هاتين المادتين و كي اكون منصفا و دقيقا ، انقطاعهما حيث كنا نعيش الأمرين من جراء ندرتهما ، ذلك أنه فيما يخص الماء ، تلك المادة الحيوية التي لا تستمر الحياة إلا بها ، قال الله : " وجعلنا من الماء كل شئ حي " الأية .
كانت الساكنة كلما انتهت المدة المسموحة باطلاق الماء عبر الشبكة تحت ارضية ، او انقطاعه لحصول اعطاب ما ، عهدت الى الدهاب الى احد الابار التي بالواحة و التي تزود الحقول بكميات من المياه لريها ، لتنضاف اليها مهمة سقاية ساكنة القرية ، في حال عدم تلبية تلك الكميات التي كانوا قد ملؤوها في البراميل و القارورات البلاستيكية الكبيرة الحجم ... لكنها لم تفي بالغرض و لم تحقق اكتفاءا ذاتيا .
و سعيا لتحقيقه فقد كان هناك هناك طرق عدة فمنهم من يستعمل الحمار و يحمله ما استطاع ان يحمله من تلك البراميل و ما الى ذلك ، و اخرون يفضلون اليات مغايرة من قبيل ("البراوض "بالضاااااض ) . في حين ان صنفا اخر يعتمد على السيارة . اما عبد ربه فقد مر بالتجربة فاستخدم النوع الاول من الطرق حتى تبلل هو و حماره في عديد مرات .
البئر الرئيسية التي يملء الناس منها ما جلبوه من خزانات مختلفة الاحجام و القدرة الاستيعابية . هي التي كان :
عمي " #ابراهيم #هموش "
اطال الله في عمره قائما عليها مراقبا و مسيرا لها و لمحركها (الموتور نوامان) ، فكم مرة تجده في الليل يصلح عطبا به و كذلك في النهار ، فرب مرة ايضا وجد امامه يرمم و يعد ما اعتراه (محرك البئر) من عطل بالرغم من هذا لم اجد له يوما تذمرا و وتأففا في عمله الشريف ذاك .
هذا ما ينبغي ان يكون عليه الرجل الموضوع تحت اية وظيفة و مسؤولية ، من تحليه بالمسؤولية و بروح العمل من اجل المصلحة العامة و دونما بحث للحلول او المشاركة على الاقل بالتنويه او حتى بالنقاش الهادف .
كثيرون هم من على شاكلة عمي باها هموش اكرمه الله الذين يخدمون الصالح العام .
و ستبقى عاصمة امغى توروك ولادة لمثل كذا أشاوس صراحة ك : (عمي عسو احا ، عمي حساين لعوان ، عمي محمد اوهمو شيخ قريتنا لأزيد من 55 سنة ، عيسى ازباير ، باها اشنون ... الخ) .
كان كل من مر بجانبه و هو يعمل يرى المناضل الحقيقي عمي باها و ثيابه ملطخة و غارقة بزيت المحرك ، و يلاحظ بالموازاة مع ذلك الابتسامة التي لا تفارق شفتيه . قد فهم الرجل يا سادة و وعى المعنى الجوهري للعمل من اجل العامة بني قريته ، إذ لا ينبعي - قدر المستطاع - الضجر و لا الإنفعال ما دام الانسان يقدم شيئا مهما و ذا قيمة للناس ، فما بالها اذا كانت تلك الحاجة هي الماء .
و إني إذ أدون هاته الخواطر المقصرة حقيقة تجاه كل من له الحق علينا ، اجدني لم و لن اوف حق هذا الانسان الشهم . فدعني عمي باها على الاقل اقدم لكم الشكر و انوه بجهودكم التي بذلتموها من خلال كل ما ذكرنا سالفا . كما ان هذا الشكر و التنويه موصول بكل تأكيد لشخصية لا تقل نهائيا أهمية عن السيد القدير ابراهيم هموش ، من حيث الخدمة الجليلة التي كان يقدمها لفائدة التوروكيين . إنه ايها المحترمون السيد :
عمي #لحسن #فاهيم المعروف ب ( #عسو #أحا ) .
شغل في فترة من فترات ما قبل تزويد قريتي بالضوء بحكم خبرة و حنكوه اللتان اهلتاه الى ان يتولى مسؤولية العناية بالجهاز الذي كان يمد الساكنة بالاضاءة . فقد كان يشغله في فترات محددة لمحدودية ذلك المحرك حيث يشعل منذ حوالي السابعة مساءا حتى حدود الحادية عشر ليلا بمعنى مجرد سويعات حتى ينطفئ في انتظار حصة لاحقة ، أما في واضحة النهار فلم يكن من الممكن تشغيله إلا عند حلول الليل ، بالتالي فكل من يتوفر على جهاز كهربائي ، سينتظر الى الغد ليستخدمها خاصة التلفاز . ناهيك من جهة اخرى عن اي عطب يمكن بسببه عدم رؤية ذلك الضوء في الفترة الموالية .
و كنتيجة لهذه الوضعية المأساوية - في نظر محبي مسلسل #كوادالوبي - فهم سيبحثون عمن يتوفر على البطارية - الباتري - كي لا تفوته حلقة اليوم الذي ينقطع فيه الكهرباء . اما البقية ( اصحاب الدراسة الليلية ؛ الفلاح الذي سيسقي الحقول خاصته ، او عموما من سيقضي بوجود الكهرباء بعض المآرب المنزلية ... الخ ... ) فسيستعينون بالمصابيح اليدوية ( تاجاجت ؛ الكانكي ؛ الشمع ... ) . فقد كانت كلها مساندا للإضاءة بالقرية .
و عودا على بدء فبخصوص البطارية اي الباتري اتذكر جيدا ان اسرتان عما اللتان كانتا على حد علمي انذاك تمتلكانه في حي تيمردال و كنا ندهب الى احداهما لمشاهدة الفيلم الهندي في السبت عندما كانت الاذاعة و التلفزة المغربية الاولى تعرضه كل يوم سبت مساءا ، و هاتان الاسرتان هما تواليا ايت غبون و ايت لخدي .
لطالما سمع هدير المحرك الذي كان يضخ توروك بالكهرباء لسويعات قليلة ، وقبل أن ينطفئ يقوم عمي عسو ببعث إشارة خفيفة إيذانا منه بان موعد اسكات المحرك الكهربائي و بالتالي انقطاع النور لهذا اليوم قد حان .
عمي عسو اطال الله في عمره لمن لا يعرف عنه الكثير رجل ذو خفة ظل منقطعة النظير ، و لا غرابة في نهل ابنائه منه تلك الطيبة و اللباقة في التعامل مع الغير وقد لاحظنا كذلك فيهم فهذا حميد و ذاك حميدان و آخر عبد الله ... كلهم اخدوا من ابيهم كل ذلك و اكثر . كما لا يفوتني التذكير بهذه المناسبة الاشادة بنجل عمي باها هموش ايضا ، عبد الله محمد محمود ... فهم ايضا ذوي روح دعابة و لباقة في التصرف بعقلانية مع عيرهم .
و استدراكا ، اعتقد انه من الاجحاف عدم ذكر شخصية اخرى . الامر يتعلق بعمي ابراهيم اوتانوت ، ذلك انه كان مسؤولا عن المحطة الثانية التي تتواجد ب : "ضارت إغرم" و كان يساعده في ذلك نجلاه مبارك و موحا باها خاصة اذا تعلق الامر بجلب براميل المحروقات لتلك المحطة . واستمر في مهمته حتى عوهد الى غيره
تعليقات (0)
أضف تعليقـك