نشر بتاريخ 28 أبريل 2014 23:33:19
من تاريخ قبائل أيت عطا بالجنوب الشرقي : معركة بوكافر الشهيرة.
من إعداد وانجاز الأستاذ : امحمد عليلوش(Iyider النقوب).
**********************************************
1) مقدمة :
إن منطقة الجنوب الشرقي للمغرب وتضاريسها المختلفة قد أفرزت تشكيلة اجتماعية قبلية جد متميزة منذ القرن السادس عشر ، هذه الجماعة حاولت أن تتكيف مع الظروف القاسية لهذه المنطقة ، إضافة إلى موروثها العقائدي ، فأعطت تنظيما مدنيا مبنيا على العرف تعقيدين وتحكمه علاقات اجتماعية وسياسية مختلفة ، هذه الجماعة هي اتحادية أيت عطا ، التي كانت تنتسب إلى زعيمها الروحي دادا عطا والتي اختارت جبال صاغرو كمعقل أساسي لكل تنظيماتها الاجتماعية والسياسية. كما مكنتهم الطبيعة الجيولوجية الوعرة لهذه المناطق من دحر كل الأطماع القبلية الأخرى، وحتى العيش في أمان من كل الأعباء المخزنية المختلفة. و ذلك ما أكسبهم نزعة الحرية والتحرر من كل سلطة مهما كان مصدرها وهدفها[1].و لقد عبر عنها الفرنسيون واعترفوا بصعوبة جبال صاغرو كحصن طبعي عندما أشار الضابط الفرنسي التابع لإدارة الشؤون الأهلية جورج سبيلمان في كتابه المشهور " أيت عطا الصحراء وتهدئة درعة العليا" :حيث قال عن طبوغرافية صاغرو: "هي أكثر المناطق التي شهدها الفرنسيون تعقيدا."[2] كما أن شارل دوفوكو الرحالة الفرنسي الذي جاب المنطقة سنة 1884م قد أشار عند عبوره لجبل باني إلى أنه "قد دخل عالما جديدا" [3]. هذه المنطقة الوعرة التي اتخذها أيت عطا موطنا لهم هي بدورها شاهدة على حدث تاريخي بامتياز في بداية عقد الثلاثينيات من القرن الماضي حيث كانت منطقة صاغرو وبالضبط جبل بوكافر ساحة لمعركة تاريخية سجلت ضمن سجلات تاريخ كل من المغرب وفرنسا. إنها معركة بوكافر الشهيرة، ترى كيف مرت هذه المعركة وما هي أسبابها و نتائجها ؟
2) نظرة موجزة عن قبائل أيت عطا.
قبل الحديث عن هذه المعركة لابد لنا أن نشير إشارة ولو بسيطة إلى تلك القبائل الأمازيغية التي كانت وراء هذه الملحمة...فكما يعلم الجميع فقبائل أيت عطا تستقر في منطقة الجنوب الشرقي للمغرب منذ القرون الوسطى وقبل ذلك ,وتمتد هذه المنطقة على مساحة شاسعة جدا ( تقدر ب70 ألف كلم مربع) [4]ويحدها شمالا وادي دادس ,تودغى وسيدي بويعقوب وشرقا واد زيز(الراشدية)وغربا درعة .ومناطق تواجد أيت عطا تحتوي على أشكال تضاريسية مهمة ,الشيء الذي أعطاها مميزات خاصة سواء من حيت المناخ أو الغطاء النباتي ثم الشبكة المائية وخاصة الجوفية .ونجد من ابرز الأشكال التضاريسية التي تشكل القلب النابض لايت عطا كتلة صاغرو التي تعتبر الامتداد الشرقي للأطلس الصغير وتمتد بالإضافة إلى أوكنات على مسافة 200كلم طولا و40كلم عرضا يفصلها عن واد درعة منخفض عميق (منخفض النيف،تازارين تاغبالت) ولا تتعدى الانحدارات في هذه الكتلة (صاغرو) 20 درجة°جنوبا والى 10 درجات شمالا ,ويشكل جبل "امالو نمنصور " هيكله وتصل قيمته إلى ارتفاع2712م، ومن الجنوب من هذه القمة وعلى الجزء الشمالي من هذه الكتلة تقع قصور اكنيون على ارتفاع 2000م وتبدوا منحصرة في واد الرك ويشرف عليها حافات امالو نمنصور[5] وهي عبارة عن هضاب تتصاعد عموديا لتشكل القلعة الحصينة لقبائل أيت عطا والتي دارت عليها الملحمة الكبرى وهي معركة بوكافر سنة 1933م مع المستعمر الفرنسي التي هي موضوعنا اليوم وخلاصة القول أن هذا الموقع الجغرافي الشاسع الذي يشكل مجال تحرك قبائل أيت عطا هو الذي خلق جوا لظهور "ازرف" وهو الذي نظم حياتهم الاقتصادية والاجتماعية .
لقد ظهر حلف أيت عطا –حسب ما يرويه بعض المؤرخين والكتاب كسبيلمان –في القرن الخامس عشر الميلادي على يد الزعيم والأب الروحي دادا عطا احد أقرباء عبد الله بن حساين دفين تامصلحت المتوفى سنة 1567[6] (21 ربيع الأول سنة 977هـ) ,فقد استطاع دادا عطا أن يوحد قبائل أيت عطا تحت ظروف لا يخلوا من أثارها المجتمع المغربي ككل ، فضعف السلطة المركزية أي سلطة المخزن قد حركت الشعور للاستقلال لدى البعض وتحريك فكرة الزحف والتزعم لدى بعض القبائل من اجل الدفاع عن نفسها او محاولة التوسع عبر السهول لصالحها.وفيما يخص اتحادية أيت عطا لا ندري بالضبط الهدف الأساسي من تكوين هذه الاتحادية هل للدفاع أم تحقيق أهداف سياسية لتسيير المغرب هذا مع العلم أن عبد الله بن حساين كان شريفا ادريسيا كانت له سمعة طيبة آنذاك .ومهما كانت الأمور فالجزم أن دادا عطا حاول أن يوحد قبائل المغرب الشرقي تحت اسمه وكون اتحادية أيت عطا التي رسمت بصماتها في التاريخ .وتجدر الإشارة هنا إلى أن ضريح دادا عطا يوجد ب"امي نتقات نلكتاون" و المسماة حاليا بتاكونيت بضواحي زاكورة .
إن حلف "خمس خماس" الذي يشكل اتحادية أيت عطا لم يكن وليد الصدفة , بل تكون تدريجيا بعد ان كان في البداية ثلاثيا ثم رباعيا ليستقر أخيرا على خمسة أخماس وذلك بازاحة وإقدام البعض في الاتحاد ,هذا الأخير الذي كان في بداية الأمر يضم قبائل من "أيت ياف المان " كايت حديدو وايت مرغاد قبل تكوين حلفهم[7] الا أن الضغوطات التي يمارسها أيت عطا على هذه القبائل والتي تتمثل في غزو أراضيها والتوسع نحو الشرق على حسابها ,أدى إلى انفصال أيت حديدو و أيت مرغاد وهذا ما أدى إلى وقوع تعديلات على الحلف فأصبح يتكون من خمسة أخماس فقط.[8]
وأدرج هنا القبائل المشكلة لاتحادية أيت عطا في جدول على الشكل التالي :
3- ظروف وأسباب معركة بوكافر العطاوية:
يتجلى السبب الرئيسي في رغبة فرنسا تكملة سيطرتها على جميع مناطق المغرب التابعة لنفوذها وذلك بعدما وقعت اتفاقية الهدنة في مارس 1912 بفاس ، وبفضل المقاومة المغربية في جميع المناطق واجهت فرنسا صعوبات جعلت منها تنهج كل ما تراه مناسبا للسيطرة على الوضع.
أما السبب المباشر لمعركة بوكافر : جاء ذلك بعد أن رفض أيت عطا التعاون مع الفرنسيين عبر برقية إلى الحامية الفرنسية في أرفود، جاء فيها:. انظر سبيلمان: أيت عطا الصحراء، ص38.: "و أخيرا عندما قامت طائراتنا سنة 1930 بقنبلة أحد قصور إيلمشان الذين كبدت قواتهم المقاومة خسائر فادحة لأتباعنا ، وجهت مراسلة لهؤلاء (أيت عطا) ، نشرح لهم أننا لم نكن نريد المبالغة في الصراع ، وأننا كنا على استعداد للظهور بمظهر التسامح إذا أوقفوا الهجومات من جانبهم. وقد اكتفى عسو أوبسلام رئيس المشان بأن أرسل إلينا البلاغ الآتي : "عليكم بالمجيء إلى هنا للبحث عن الجواب."
" Hasso ou Basellam chef des ilemchane, se contenta de nous adresser le message suivant : « que celui qui a rédigé cette lettre vienne chercher ici la réponse. »
4- مراحل معركة بوكافر:
بوكافر اسم لقمة من قمم جبل صاغرو ، هذه القمة التي تبعد عن مدينة ورزازات بحوالي 200كلم ، وتبلغ قمته حوالي 2275 متر في الارتفاع . لقد اختار العطاويون هذا المكان نظرا لأهميته الإستراتيجية العسكرية ومناعته وحصانته وصعوبته ، فمنطقة صاغرو منطقة وعرة المسالك تضاريسها مرتفعة وتتميز بمغاور عميقة ومياه منحدرة .
لقد مرت معركة بوكافر بثلاث مراحل تاريخية مهمة حسب ما التقسيم الذي أشارت اليه المندوبية السامية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير :
- الأولى في يناير 1933 وتميزت هذه المرحلة بالنهج الذي سلكه العطاويون في مواجهة المستعمر هو حرب العصابات بزعامة البطل التاريخي عسو او بسلام وذلك عن طريق الهجوم المباغت واقتحام مواقع القوات الفرنسية ومراكز الضباط وقطع طرق التموين على الجنود الفرنسيين . وهذه قولة احد قادة الجيش الفرنسي تقربنا شيئا ما من أهمية هذه المرحلة ومدى تأثيرها على الجيش الفرنسي ، يقول جون ديسم أن عسو او بسلام واتباعه لم يتوقفوا عن مهاجمتنا ، ففي شهر يناير 1933 وحده ، فقدنا نتيجة هذه الهجومات اربعة من أحسن ضباتنا بالإضافة إلى الجنود ومئات الجرحى والمعطوبين وسيطرة المهاجمين على غنائم هامة ، منها بهائم محملة بالأسلحة والمواد الغذائية ...
- أما المرحلة الثانية فهي تمتد من 12 فبراير إلى فاتح مارس 1933 وأثناءها حشد المستعمرون تحت قيادة الجنرال كاترو حركات تودغى ودادس ودرعة والحركة الاحتياطية من الجهة الغربية فيما حشد الجنرال جيرو من الجهة الشرقية حركتي الريف وزيز ، وقد تميزت هذه المرحلة بكونها عرفت مجموعة من المعارك الصغيرة القوية ومن أهمها نجد : معركة سيدي فلاح ، ومعركة تيزي تندات ، اوملال ثم اقانوليلي ... إلى غير ذلك من المعارك العديدة التي اتسعت رقعتها . ويعتبر يوم 28 فبراير يوما مشهودا ونقطة بارزة في تاريخ أيت عطا، إذ أبانوا فيه عن دراية وخبرة بالحروب والمعارك. فمنذ الساعات الأولى من ذلك اليوم، ظهر عجز وشلل القوات الغازية. فالمقاومون يدركون جيدا خطورة المستعمر. لذلك حاولوا الاستفادة من التضاريس الصعبة وتجنيدها ضد عنصر أجنبي عنها. وهذا ما حدا بالطبيب العسكري جون فيال إلى كتابة: "المقاومون يدافعون بطاقتهم الأخيرة، مختبئين وراء الصخور، في كهوفهم حيث لا تظهر إلا فوهة بنادقهم، يطلقون النار بدون انقطاع يحصدون خلالها جنودنا."[10]. كانت نقطة الضعف الأساسية عند المقاومين هي أسلحتهم ومعداتهم القديمة. لذلك كان هاجسهم الأول هو تعزيز إمكانياتهم الدفاعية ولم لا المبادرة بالهجوم. وقد بذلت جهود جبارة لهذا الغرض، منها شراء بعض الأسلحة من المهربين اليهود بأموال طائلة. وفي نفس الوقت نصب كمائن للقوات الغازية لانتزاع الأسلحة المتطورة. منها عملية تيزي نتدارت غرب ورزازات، وعملية أمسعد في صاغرو حيث استولى المقاومون على قافلة من 117 بغلة بعتادها بعد القضاء على حراسها. وبهذه الطرق وغيرها تسلح المقاومون لأول مرة بأسلحة متنوعة أهمها تلك ذات القذف السريع عوض "بوشفر "بطلقاته المتقطعة.[11] وهذه الجهود من المقاومين كان لزاما أن تثمر نتائج هامة تفجرت فعاليتها في اليوم نفسه(أي يوم 28 فبراير). ذلك اليوم الأغر الذي أباد فيه المقاومون القوات الغازية إربا إربا، والتي لم تفلح في زعزعة أناس يدافعون عن وجودهم ويحصنون استقلالهم. ففي ساعات معدودة خاب الأمل الاستعماري وانطفأ الحماس العدواني، لتحل الكارثة بالغزاة منذ الساعة السابعة صباحا من ذلك اليوم. الثلوج تتساقط وكأنها بصدد إعداد كفن للاستعمار، والرياح الباردة تزمجر متوعدة. إن ذلك في ذهنية السكان البسيطة غضب من الطبيعة ولعنة من السماء ضد فرنسا.[12]
- أما المرحلة الثالثة والأخيرة والحاسمة فامتدت من فاتح مارس أي نهاية المرحلة الثانية إلى 21 مارس نفس السنة (1933) وتتميز هذه المرحلة بالفشل الذي واجهته الجيوش الاستعمارية التي عمدت إلى أساليب الإبادة الوحشية وذلك عن طريق الحصار المطبق والمؤدي إلى الجوع والعطش والفتك بالماشية والتي كانت المصدر الأساسي لعيش السكان. والأمر الخطير في سياسة المستعمر يتجلى أساسا في قنبلة عيون المياه ، وهذا كله أذى بالعطاويين إلى الصعود إلى قمم جبل صاغرو من اجل كسب الانتصار وجعل المستعمر حائرا أمام الوضع وبالفعل تمكن المجاهدون من قتل احد القادة الكبار من الجانب الفرنسي وهو الجنرال بورنازيل إلى جانب عدد كبير من الضباط والجنود وهذا كله أدى بالجيش الفرنسي إلى استعمال أسلحة متطورة وخاصة الطائرات من اجل قنبلة مواقع القبائل العطاوية ، ولقد دام هذا الحصار مدة 22 يوما وخرج أخيرا إلى عقد هدنة مع هذه القبائل وفتح باب المفاوضات . وفعلا تمت هناك هدنة بين قبائل أيت عطا ومجموعة من جنيرالات الفرنسيين المقيمين بالمنطقة وقد تقدم عسو او بسلام على رأس وفد قبائل أيت عطا.[13]
ففي 24 مارس 1933 وقع نقاش وجدال صاخب في معسكر المقاومين حول الاستسلام من عدمه. حيث في النهاية أراد أغلب السكان إنقاذ ما تبقى من الأطفال والنساء. وهكذا وقع الاستسلام بموجب اتفاقية منصفة. بل يتخيل متصفحها بأن المقاومين هم الذين انتصروا فعلا. ذلك أنها تضمنت بنودا كلها لمصلحة هؤلاء ومنها حسب ألبير عياش:[14]
1-الاستسلام للمخزن المغربي.
2-إبعاد سلطة الكلاوي عن أراضي أيت عطا.
3-إبقاء الأسلحة في أيدي السكان.
4-عدم تشغيل السكان في أعمال السخرة.
5-عدم استدعاء النساء للغناء في الحفلات الرسمية.
ومن غرائب الصدف أن النساء اللائي وقعت المعاهدة باسمهن كن أول الرافضين للاستسلام. وقد واجهن المستسلمين بعاصفة من الاستياء وصحن في وجههم: "عار عليكم، أنتم لستم رجالا مادمتم ستصبحون عبيدا للنصارى.".
5- نتائج و خسائر معركة بوكافر:
أ- بالنسبة للفرنسيين :
كانت الحصيلة كارثية للفرنسيين بكل المقاييس. فضباطهم يتساقطون صرعى. فحسب ما أشار إليه امحمد حدى و الكاتب هوري فإن :
- التجمع الغربي في معركة بوكافر خسر الضباط الآتية أسمائهم :
الإسم | الصفة | الفرقة |
الملازم سيوراك SIEVRAC | Sous lieutenant
| الفرقة 34 من الكوم |
الملازم الأول تيمبانيون | ملازم أول | الفرقة 39 من الكوم |
الملازم شوفاليي | Lientenant le chevalier | الفرقة 6 من القناصين السنغاليين |
الملازم بوادفين | ملازم | الفرقة 2 من القناصين المغاربة |
- التجمع الشرقي :
الإسم | الصفة | الفرقة |
الرجل الأحمر بورنازيل | القبطان | من الشؤون الأهلية |
الملازم بينت BINET | ملازم | من الشؤون الأهلية |
الضابط المترجم أساندري | ضابط | من الشؤون الأهلية |
الملازم بيرو | ملازم أول | الفرقة 8 من السباهي |
القبطان فوشو faucheux | القبطان | من الفرقة الأجنبية |
الملازم لاريدون | ملازم أول | من الشؤون الأهلية الجزائرية |
الملازم برانكلي | ملازم أول | من الفرقة الأجنبية |
هذا بالإضافة إلى مئات الجنود العاديين. وقد اضطر الجنرال هوري لوقف القتال. يقول: "غير مفيد الاستمرار في إراقة الدماء. هنا حيث فشل كل جنودنا الجيدين، أول جنود العالم وخاصة المؤطرون من طرف قواد كبورنازيل وبرانكلي. لا أحد سينجح. يجب البحث عن شيء آخر، الحصار.".[15]
لقد دام الحصار زهاء شهر حيث ركز الغزاة أعمالهم ضد حظائر المواشي وتجمعات السكان وموارد المياه. كما أنهم ركزوا بطاريات بقذف مباشر وغير مباشر. وتم استقدام جنرال مختص من الرباط هو الجنرال رامون. وأسندت إليه قيادة المشاة. بالإضافة إلى نشاط المخابرات والجواسيس الذين تسللوا إلى صفوف المقاومين لخلق التناقضات بينهم وإذكاء النزاعات والحزازات القبلية. وبالإضافة إلى مختلف التدابير البشرية والمادية المتخذة والحيل الحربية، ارتكب الفرنسيون أعمالا خارجة عن نطاق الأعراف الدولية وقوانين الحروب مثل توزيع الخبز والسكر الملغوم، وإرسال دواب محملة بمواد قابلة للانفجار، مع نسف المزروعات وقصف الماشية وتفجير ينابيع المياه.[16]
ب- بالنسبة لأيت عطا : فلا توجد مصادر موثوقة تبين لنا حجم الخسائر التي كانت فعلا ثقيلة نظرا لطول فترة المعركة ولبساطة الأسلحة التي تدافع بها القبائل بالمقارنة مع أسلحة دولة كبيرة ومعروفة في التاريخ كفرنسا.(44 طائرة مقابل بوشفر والتساعية وبوحبا)...فقد شملت الخسائر الرجال والنساء والأطفال والمواشي وكذلك المناطق الخضراء بصاغرو مورد عيش أيت عطا .
6) شهادات وأقوال حول المعركة :
** تقول الشاعرة العطاوية بهذا الصدد:
Tagwut n insmarn ayd agh illan g àari
Tagwut n imsmarn anzar urda yad ikkat
Acardéu tnnak ut bugafr amsd aludé
Utatn n uhdadi nnek ula lgum n bula
Iwa mk ibzy urumy isers lmhbula
Yasid bucfr addud hayyagh g isggiwar
** كتب الطبيب العسكري الفرنسي جون فيال: "كانت النساء يزغردن لإذكاء الحماس في المجاهدين. يوزعن المؤونة ويأخذن أماكن الذين قتلوا. يدحرجن على المهاجمين أحجارا ضخمة تزرع الموت إلى عمق الوادي.".(حسن الكاغ)
** قالت الشاعرة عدجو يشو :
Annaygh willigh itxllafn islhamn
Sersnam a tazukt asink a yagatu
Taghul tsaàya axrité amm tallubanin
Aghuln ighddarn ar lessan tihndirin
Awayi fghat tatkkanin n ljamà a yudayin
Iha n - nbi tasadamt ayid war ddimma
Ywtén wuwghnbu tattn a yiyd bu tenbatéin.[17]
فالشاعرة هنا تحت المقاومين في مواصلة المقاومة حتى النصر أو الاستشهاد وتعبر عن استيائها من أولئك الذين تسرب الضعف إلى نفوسهم وقبلوا توقيع اتفاقية الهدنة مع الجنرال هيرو.فزعماء الأمس في الجبال والين كانوا يلبسون البرانس باللونين الأبيض والأسود أصبحوا بعد نزولهم من بوكافر شيوخا للاستعمار.وتجدهم يلبسون "تحندرين" و يقتربون من المساجد ، هذا في الوقت الذي تخزن فيه البنادق من نوع "تساعيا" كما يخزن اللوبان...فوصفتهم باليهود.[18]
** أما الشاعرة هرا واسو من تلوات بأيت عيسى أوبراهيم بصاغرو تقول في قصيدة لها :
Frh a lhakm kanak warraw tinagamin
Frh a lhakm kaénak warraw tixddamin
Frh a lhakm kanak warraw tinzdamin
Frh a lhakm rank ayt warrasn iddan ar akal
Iydda nbi tawurinsi iman d imzwura
Iqqim d imggwra « ibublis » d bulan.[19]
** يقول جورج سبيلمان في كتابه المعروف : " وبانتهاء تهدئة صاغرو تنتهي تهدئة المنطقة الخاصة بأيت عطا. و لأول مرة خلال تاريخها الطويل خضعت اتحادية أين عطا للمخزن. وقد أظهرت لنا المقاومة اليائسة التي قامت بها في صاغرو فرقة صغيرة من فخذاتها الصعوبات التي سنصطدم بها لو لم يفكك نشاطنا السياسي الماهر والمتلب لعذه الاتحادية، وكسب الخضوع والولاء من معظم عناصرها خلال عدة سنوات (انظر سبيلمان الترجمة امحمد حدى من الصفحة 170 الى 183) . كما تشرف كذلك معارك صاغرو خصومنا في المواجهة. و رغم جسامة خسائرنا، فإن شجاعة قواتنا الاضافية من الكوم والاتباع الذينيحاربون بلا انقطاع في منطقة مجهولة ووعرة، لا تقل جدارة بالاعجاب عن اعجاب أيت عطا المنشقين."
تعليقات (0)
أضف تعليقـك