نشر بتاريخ 08 مايو 2014 15:12:28
Mohamed Berchi
مشاكل قصر ملاعب لا تنحصر في مشكلة واحدة او مشكلتين بل في مشاكل مركبة تهم جميع مناحي الحياة ،وبما انه لكل حديث مقام ،فسينحصر مقالي هذا حول مشكلة الكلاب الضالة اقتصر فيه على وقائع كنت شاهدا عليها او شاهدها احد أصدقائي الموثوق بهم ًونقل الي وقائعها كما رآها رأي العين و الإطار التاريخي للأحداث بالاضافة الى الوقت الحاضرستشمل أيضاً من حقبة منتصف الثمانينات الى بداية التسعينيات من القرن الماضي .
لا حديث في الوقت الراهن في أوساط نسوة ملاعب الا عن مشكل الكلاب الضالة خاصة اللواتي يواضبن على زيارة الحقول ،وحقيقة فقد انتشرت الكلاب الضالة في الحزام المحادي لقصر ملاعب بشكل مخيف ،وتنتشر هذه الكلاب في شكل مستعمرات كل مستعمرة تتألف من عشرات الرؤوس من الكلاب في مختلف الأنواع والأحجام ومن مختلف الدرجات من الشراسة والضراوة .
وقصة قصر ملاعب مع الكلاب الضالة تتكرر كل سنتين او ثلاث سنوات كلما أبيد جيل عن بكرة ابيه يحل محله جيل جديد .فما هو أصل الأجيال الجديدة للكلاب؟ وكيف تتم إبادتها ؟ وماذا عن الكلاب المستأنسة؟.
عندما يباد جيل كامل من الكلاب الضالة بقصر ملاعب فإن الظاهرة تستفحل من جديد بظهور كلاب جديدة ،ويتفق الكل على ان هذه الكلاب الجديدة يكون مصدرها قصور وبلدات (متعاطفة ) مع هذا الحيوان وتصون حقه في الحياة لكن لاتقاء شرها فإن سكان هذه القصور للتخلص منها لا يقومون بإبادتها بل عوض ذالك يقومون بجمعها في شاحنة ونفيها الى قصور بعيدة ،يكرمون كل بلدة او قصر تمر عليه هذه الشاحنة برأسين او ثلاثة من الكلاب !!! والظاهرة تستفحل بقصر ملاعب بعد ان تتزاوج وتتناسل رؤوس الكلاب المتبرع بها من طرف الشاحنة!!.
في أواسط الثمانينات وحتى بداية التسعينات ،كانت المصالح المختصة والتابعة للمؤسسة الفلاحية بملاعب تقوم (بنصف ) دورها في الحد من هذه الظاهرة ، هذا النصف يتجلى في تسميم طعامها لابادتها ،اما النصف الثاني من مهامها الذي تتكاسل عن القيام به فهو عدم قيامها بواجبها في جمع عشرات جثث الكلاب الموءودة والتخلص منها عوض تركها متناثرة تتعفن غير بعيدة عن الساكنة.
قيام هذه المصالح بتسميم الكلاب يتوقف على وجود متبرع بحمار مسن لم يعد يقوى على القيام بمهامه وهو الامر الذي تم اربع مرات في أواسط الثمانينات حيث قدم حمار كطعم مسموم للكلاب بالقرب من خزان الماء (الشاطو)ثم قدم كذالك ب (تابادوت) ثم بالقرب من المكان الذي يوجد به الان منزل (بركة حطنا) اما الرابع فقد تبرع به صاحبه مرغماً ،حيث حدث يوما ان قام حمار ايت بنها بهتك عرض حمار ايت بوساين هذا الحمار الأخير المسكين تعرض لضرر بليغ خرج على اثرها معيه الغليظ من دبره تمت محاولة إعادته بتشحيمه بزيت المحرك المستعملة بالفشل فتم ذبحه لاراحته من الألم فيما يشبه القتل الرحيم وقدم كطعم مسموم للكلاب في الوادي بمحاذاة (تورتيت نايت رقية) وكانت تلك آخر مرة تباد فيها الكلاب بلحوم الحمير .
فلماذا لا يتم التعامل مع العشرات من الكلاب التي تهدد ساكنة ملاعب في سلامتها بنفس الأسلوب في الوقت الحاضر حيث استفحلت الظاهرة بشكل غير مسبوق ؟؟،المسؤولية طبعا يتقاسمها كل من مكتب الفلاحة و الجماعة المحلية فهذه الاخيرة لم تقم بدورها في المجال رغم وجود ميزانية تقدر بثمانية الاف درهما مخصصة لإبادة الكلاب الضالة ومحاربة الفئران .
الحديث عن الكلاب الضالة يجرنا الى الحديث عن الكلاب المستأنسة ،فتربية الكلاب هي عادة مذمومة في أوساط كبار السن في بلدة ملاعب ،لكن هذا لم يمنع بعض المراهقين من تربية الكلاب وغالبا ما يقوم هؤلاء المراهقين بتربيتها في الوادي او في الجبل وتظل (أورتان) المكان المفضل لهذه العادة ،لكن ما تجدر الإشارة اليه ان هناك بعض المراهقين استطاعوا تربية كلابهم في منازلهم او بالمحاذاة منها فأصبح ظهور هذه الكلاب وسط الساكنة امراً مألوفاً مع مرور الوقت وجيل الثمانينات يتذكر الكلب السلوقي الأسود المرابط بالمكان الذي بني فيه مكتب البريد الحالي ،وكذالك الكلب السلوقي للمعلم صلاص ،و (لويزة) نايت باها بنحماد ،و (حلگوط) نايت برهي المشهور بحروقه البليغه في ظهره والذي لم يستطع ملئ فراغه عندما مات الا الديك الرومي لايت مولاي براهيم سنوات بعد ذالك.وكذالك نجد الكلب (كاسان) لصاحبه احساين وينين ، (ويزة) لمالكها احمد الدرويش ،و (سويس )لمالكه أمبارك اوعدي نزيه، (شاشة) لمالكها حميد نايت لحو.
لكن أشهر الكلاب المستأنسة التي عمرت طويلا مع الساكنة نذكر (بوبي) لصاحبه موحى يشو نايت زرور ،و(روكي ) كذالك لصاحبه باها وطوف ،وأخيرا (جُمُكْ) نايت أوطوف.
فبوبي نموحى يشو ،كان كلبا مشهورا بشراسته يحيط به جيش من المعجبين به من المراهقين ،واللعب مع هذا الكلب ولمسه وحتى التباهي بإسمه كان مشروطا بإطعامه بنصيبك من اللحم بعد كل وجبة غذاء او عشاء ،كان كلبا مدللا ومحبوبا لانه كان يتفوق في كل النزالات التي خاضها ضد الكلب (ماكس) محبوب ايت قطع ،لكنه عندما مات (ماكس ) هذا أشار مراهقي (قطع) بأصابع الاتهام الى (بوبي) فقامو بإطعامه من لحم الحمار المسموم والمسلوخ بالقرب من خزان الماء ،فمات بوبي متأثرا بالسم بالساقية بالقرب من خيمة (سعد المسا) وأقيمت له مراسم دفن رهيبة بكى له كل المراهقين ودفن في قبر كقبر الآدميين .
(جُمُكْ ) كلبة وديعة مدللة عاشت بين احضان ساكنة لعلو نايت أوطوف شهور عديدة ،لكن بعد تسميم لحم الحمار المسلوخ بالقرب من المكان الذي توجد فيه الان منزل (بركة حطنا) قامت بعض النسوة والفتيات بحمل الكلبة( جُمُكْ) على أكتافهن بالتناوب ،وهكذا حملت أنثى الكلاب على أكتاف إناث البشر ،كانت الكلبة هادئة لانها بين أيد مألوفة لديها ،لكن النسوة و الفتيات كن يسقنها الى مصيرها المحتوم فقمن بتسميمها رغم ان السم خصص للكلاب الضالة الشرسة ، فضلت المسكينة تصارع الموت فبدأت تتعثر في مشيتها وتحاول تسلق حائط (البرج نايت اوغدير) في غيبوبة تامة حينها أزهرت العاطفة في قلوب النسوة اللائي سممنها فأطعمناها اللبن لإنقاذها لكن بهد فوات الأوان فماتت جُمُكْ المسكينة تاركة معركة على وشك الاندلاع بين المراهقين الذكور الذين يدللونها والفتيات اللائي وضعن حدا لحياتها .هؤلاء المراهقون لم يجدوا ما يشفي غليلهم في وفاة كلبتهم المحبوبة سوى التفكير في قتل آخر الكلاب المستأنسة (روكي )لصاحبه باها وطوف حتى تتحقق مقولة (إذا عمّت هانت )وهو ما تم مباشرة بعد ان فارقت (جُمُكْ ) الحياة حيث تجمهر هؤلاء الفتيان مع بعض الرجال حول (روكي) الذي ضمه باها وطوف الى صدره فاحكم عناقه بكلتا يديه ورجليه والكلب بين يديه مرعوبا لمشاهدته هذا الجمهور حوله ،كان الجموع يحاولون إقناع باها بضرورة التخلص من كلبه وتسليمهم إياه لتسميمه،باها وطوف كان يصر على الاحتفاظ بكلبه وهو يبكي بحرقة شديدة في مشهد ممنوع على اصحاب القلوب الضعيفة ،وبعد الإصرار المتبادل قال لهم باها بحشرجة متقطعة من شدة البكاء (أيْنّا نالسم رٓادَاسْتْكْم كَاتِيتْ أتْتْشْغْ نـكِّينْ)عبارة ترتجّ لها العواطف وتتمزق لها القلوب الهشة احس معها الحظور ان إصرار باها يغلب إصرارهم فتفرقوا من حوله الى حال سبيلهم و ما ان ابتعدوا حتى بدأ الكلب يلحس ذقن صاحبه باها في وفاء تام له كأنه قد استوعب ما جرى بسببه وأنقذ من موت محتوم!
قبل ان تتفرق الجموع حول باها ،اخبره احدهم حرفياً انه(هات مشُورْترِيتْ أتناوْي سالسم قاداستيدناوي!) وهو ما ..تم بالفعل حيث تم إطعام (روكي ) بلحم مسموم ،ليستريح ويُريح ساكنة (لعلو نوكوربي) من تهديداته
تعليقات (0)
أضف تعليقـك