رمضان متقبل يا توروك

نشر بتاريخ 04 يونيو 2017 16:03:03

 

لا ريب أن صيام الشهر الفضيل رمضان المعظم بالمناطق الصحراوية عامة ، له من المشقة و الصعوبة الشئ الكثير ، خاصة بقريتنا توروك في الصيف . حيث الحرارة المرتفعة ، التي تتسبب أكثر شئ في العطش الشديد تحديدا من قبل اليد العاملة - عمال البناء ، و العاملين في المناجم ، ثم الفلاحين ... - التي تشتغل فئة لا بأس بها بعيد انبلاج الفجر بقليل حتى اواسط النهار ، الظهيرة اقصد . تحت الشمس المتوهجة التي تصل أحيانا إلى 45 - 48 درجة مأوية بحكم طبيعة المهنة نفسها لكن بثواب اكبر عند الله سبحانه ، هذا من جهة .

أما من جهة أخرى فنجد مثلا التجار و اصحاب بعض الحرف الأخرى أقل عناءا عند مزاولتهم لمهنهم . وذلك راجع اساسا إلى انهم لا يشتغل السواد الأعظم منهم في محلاتهم إلا بعد صلاة العصر ، لشح الزبناء -قلتهم اعني- بالإضافة إلى استظلالهم في محلاتهم التجارية ، زد على ذلك قلة المجهود البدني الذي يسفر عن استهلاك أقل للسوائل في ذواتهم و في مقدمتها الماء .

و كحل لهاته الوضعية يرتئي عدد غفير منهم الى تغيير اوقات عملهم تفاديا لوهج الشمس الساطعة . أذ يشتغلون سويعات قليلة جدا بعد الفجر الى العاشرة او الحادية عشر صباحا تقريبا . كما يرى اخرون اشتغالهم بعد صلاة التراويح فرصة انسب .

لكننا نجد بالمقابل من هم اوفر حظا في عمله ، من قبيل الفلاح ، الذي صادف توقيت سقي حقوله الليل فمناوبته اتته هذه المرة ليلا ( اغوبديل نس لوقت ناغ اعرينس . اذ زاده و ماؤه في قربته اينما وجده وقت السحور تناوله .

نحن الأن في وقت العصر ، الحركة و الانتعاش بدئا يظهران في تور________________وك شيئا فشيئا فالأم بدأت في تحضيرات وجبة الإفطار ، بينما الاب منهمك في اصلاح شئ معين او في المساعدة في بعض الاعمال أو انه خارجا لاقتناء مادة منقوصة للمنزل ... (( و أغتنم الفرصة لاشكر و أقدم و بكل امتنان اسمى عبارات الاكبار و الإجلال لأمي و أختي و جدتي ... التوروكية التي تشتغل حسب رأيي المتواضع أكثر من أبي و أخي و جدي ... التوروكي فمنذ ان تستفيق وهي تغوص في هموم و مشاغل البيت التوروكي فمن الغسيل الى الطبخ مرورا بالكنس و صولا الى تحضير الافطار و انتهاءا بغسل الاواني ثم اخيرا الاستيقاظ باكرا قبل الفجر لتعد وجبة السحور و هكذا دواليك ... فكل الاعتزاز لكن و و رمضانكن سعيد و دمتن في صحة جيدة )) .

في حين ان الاولاد و الشباب نحو الملعب الكبير ، إما في المشاركة في مباريات الدوري الرمضاني الذي يقام تقريبا كل سنة في هذا الشهر المبارك ، أو بمتابعتها عن كثب و ذلك اضعف الإيمان ، فبين تعليق من ذاك و تعقيب من اخر في جو ملؤه الدعابة و روح النكتة الذي يتمتع به التوروكي اينما كان . يمر الوقت سريعا ليجد ذاك الشاب نفسه مباشرة مع اذان صلاة المغرب ... ثلاث رطب معه في جيبه او مع صديقه ، يمده باثنثين او ثلاث داعين ربهم :

دهب الظمأ و ابتلت العروق و ثبت الأجر إن شاء الله ، باسم الله ما بعد الإفطار (اقصد اذان العشاء ) ،
 
فلا نشاط يطغى في تور_____وك على صلاة التراويح . و عقبها يتجمع الشباب في ميادين شتى ، و على انشطة مختلفة ، كل على حسب شاكلته .
و أقولها لكم احبتي بتوروك و خارجها و بطريقتنا المحلية :

مبروكات_ديغ_رمضان_خلا  .
#Mbrokat_digh_rmdan_khla.

ملحوظة : أريد ان اترحم و إياكم على اول شخص اكلت من يديه اول "شباكية" في حياتي في رمضان . كان ذلك في توروك حوالي سنة 1991 - 1992 . وهو (عمي موحا و الكاس ) رحمة الله عليه.
 
ابراهيم الزرهوني
 


 

تعليقات (0)

أضف تعليقـك

Reload Image
أدخل الرمز*: