رفـــــــــــقا ب

نشر بتاريخ 04 ديسمبر 2014 11:05:49

أصبح مؤخرا تداول وترويج بعض الاشرطة المصورة لأحداث وقضايا عبر الشبكة العنكبوتية والتي تنفر وتتقزز منها النفوس، كما تقشعر لها الأبدان والتي غالبا ما يكون بطلها"معلم"  ،وعنوانها"شدود جنسي "،أو" تصرف غير تربوي" تجاه متعلم، مادة دسمة، يتسابق في نشرها منابر اعلامية بشقيها الالكتروني والورقي، فكل مرة أعرج فيها بين صفحاتها تكاد لا تخلو احدى أعمدتها من عنوان لامع من هذا الجنس من الأخبار، مما يطرح معه سؤالا عريضا حول النوايا الحقيقية وراء هذه الحملة التشهيرية المستفزة بهذا الرجل. فمن زمن كاد فيه أن يكون رسولا، الى زمن صنع منه الشارع نكتة يسخر منه الكبار والصغار، في مجمعات المثقفين، بل وحتى بين زمر من المحتسين للخمرة من المتشردين ،الخ ... عرف أسلوب الايذاء تطورا وذلك مع ما يتماشى وعصر الأنترنيت، ومعها الهواتف الذكية ، فبعد زمن" قناص تارجيست" انتقلت عدوى التربص برجال التعليم بواسطة عدسة الكاميرات  نحو المدارس، حيث ظهر قناصتها بهدف النيل من سمعة هؤلاء الشوامخ، فمن منا لم يسمع "بالتحميلة" ،ومن منا لم يواجهه مدرسه يوما بكلمة نابية، أو بأي شكل من أشكال العقاب، والتي غالبا ما يستخدمها بحسن نية بغية زرع روح المنافسة والتحفيز على المثابرة والاجتهاد بين متعلميه ،وذلك كشكل من أشكال الضغط عليهم في مجتمع يعرف بشكل كبير غياب دور البيت في حلقة العملية التعليمية التعلمية .ان اقدام وزارة بلمختار على توقيف ما بات يعرف بأستاذ "نادية" ،سيبقى عارا على جبين كل من ساهم في هذه النازلة ،فكم من حالات شبيهة أو أكثر مما اقترفه الضحية يسود داخل حجرات الدرس بمدارسنا لكن الفارق بين الحالتين هو"ضياع الهاتف النقال".ما مصير أبناء هذا" الكبش الفداء" بعد أن أفنى شبابه في مهنة المتاعب ؟ وما ذنبهم في ذلك ؟ اننا باتخاذ مثل هذه الاجراءات الجائرة، سيكون لها لا محال أثر سلبي على أداء ممتهني هذه المسؤولية ،وذلك بعد احساسهم بالتضييق على حريتهم وهم يزاولون عملهم بتفان واخلاص ،ومنه"صلاة الجنازة" على التعليم ببلادنا.


   

 

تعليقات (0)

أضف تعليقـك

Reload Image
أدخل الرمز*: